Saturday, March 31, 2007

بغتة ً نلتقي و ينتهي


تباغتني الصفحة الأخيرة بالظهور. تتدفق الكلمات سريعاً ثم تنضب... هل انتهت المجلدات الست إذن؟ انظر حولي، اقلب بضع صفحات...ابحث... ولاشيء. انتهت وبعد ما ارتويت! بي نهم للقراءة بعد ووددت لو تدور عقارب الساعة مجلدا أو اثنين إلى الوراء فاستزيد حاجتي.
دوما تباغتني النهايات، وإن على صفحات كتب أعرف عددها، وكذا تلك الحياتية التي دونت تفاصيل ملامحها بأناملي؛ تعلن وصولها على حين غرة فاستقبلها - برداء نومي ولفافات شعري - بتشتت وانزعاج واضحين. حتى أولئك العابرين الذين - بالرغم منا- يتركون بصماتهم نقشاً على جباهنا يباغتنا معهم دق ألحان نهاية لمحناها يوم التقيناهم.
اتنبه فجأة لغياب وجع كدت اعتاد حضوره، وسكون قلق يستشري في جنباتي - من معانيه المحتملة- منذ أمد. الحمدلله على فسحة الأمل.

نجتمع أخيرا إلى طاولة واحدة. أسمع عنها منذ سنوات واليوم أخيرا نلتقي. لسبب ما لا أذكر اسمها! وأسأل نفسي في لحظة شك إن كنت سمعته أصلا! كثيرا ما تضيع أسماء النساء بين ألقاب وأسماء آخرين... لا أعرف إن كنت أحب أن يضيع اسمي فلا أكون سوى امتداد لآخر مهما كان يعني لي.
كأميرة منسوجة من قصص الخيال تجلس بجانبي بقفطانها الحريري وشعرها المرسل... تتوسع ابتسامتي وأسرح بعيدا في بلادها التي أحلم بها منذ البعيد... بحواريها الضيقة وأسواقها العتيقة ومبانيها الملونة. كل ما في المغرب يسكنني وينبؤني بأن هناك ما ينتظرني كما انتظره. وكأني بي سأجد اسمي مكتوبا على ركن صغير في أحد شوارعها. أعرف لاحقاً سر حفاوة مبالغة وأحاديث محيرة تدور حولي، فتتملكني الدهشة! حين تخطب لك فتاة لم ترها، وتسمعين – صدفة- عن رفض خاطب تقدم لك. حين يتكلم الجميع إلا أصحاب العلاقة فلا عجب أن نصف الزيجات تفشل.

Sunday, March 18, 2007

في حياة أخرى قد أكون رجلا




يضيع نهاري بين الأحلام والكوابيس بعد ليل مضرج بالألوان حتى أفول آخر نجمه وانكسار العتمه بنور الصبح. يحدث أن أنكب على ألواني حتى لا أميز الليل من النهار سوى في حاجتي للمزيد من الإضاءة للوحتي. فتصرخ أطرافي و تشيخ أصابعي ويقرر جسدي أنه آن له التدخل قسرا فلا أعرف إن كنت استسلمت للنوم أم أغشي عليّ.
لا أعرف أي حماقة دفعتني نهار الأمس لمارسة تمارين لم أقربها منذ عام أو يزيد؛ لتضاف آثارها إلى شكاوى جسدي.
استيقظ اليوم مع صلاة الظهر وشبح الأحلام بعد لم يغلق بابه، وأهازيج - لا أذكرها تماما - تتمتم في رأسي المحشو بالدوارعن أصدقاء رحلوا وآخرين كان يمكن أن يكونوا. يخطر لي أحيانا أني أرهق أكثر في نومي مما في صحوي. مع فنجان قهوتي الثاني تتشكل الأحرف المبهمة أمام عيني في كلمات مفهومة. يكف رأسي عن الدوران واكتب.
كيف يحدث في الحياة أن نسير إلى الخلف لا إلى الأمام؟
منذ يومين خانتني جرأتي التي يبدو أنها تتلاشى مع الأيام.
منذ سنوات حين كنت أبدأ الرسم، عثرت بأحد الرسامين في مدينتي فبعثت إليه بتساؤلاتي -التي أعيتني بحثا - عن الرسم الذي لم أجد له أثرا حولي ... فأمدني مشكورا ببعض الإجابات ومن وقتها وهو يرسل إلي بجديده. مؤخرا عرفت صدفة أنه تقلد منصباً جديدا وأعرف أنه يفترض بي تهنئته على أقل تقدير لأني فرحة لأجله ولأجل آخرين قد يسهل بحثهم، كما بحث لفتاة لا يعرفها عن إجابات تهمها. منذ يومين لمحته على مقربة مني لكني لم أجرؤ على طرق باب الحديث!
من المفارقات الغير مفهومة أني أجد في كثير من الرجال خامات أصدقاء قليلا ما أجدها في النساء. لا أتكلم عن الغرام مطلقا فأنا أكثر تطلبا من أن أغرم سريعا لكن عن الصداقة، وأعرف أن الأمر كثيرا ما يكون متبادلا لكن تبقى حواء ويبقى آدم يعيشان في مجتمع لا يؤمن بالصداقة ويرتع ببذور الريبة، وأبقى أؤمن أنثى تؤمن بكل شيء أو لاشيء.
في حياة أخرى قد أكون رجلا فقط لأجل الأصدقاء.

على عتبات مدونة جديدة

منذ أيام و مدونتي مضربة عن العمل،
اليوم افقد الأمل وأقرر
الانتقال هنا وإن إلى حين
هناك -
على مدونتي السابقة - تقرؤون عني،
وهنا تتابعون القراءة
...