Friday, September 25, 2009

تزاحم أعياد



يكاد العام يطفيء أيامه ويستيقظ أخيرا حنيني إلى هذه المدونة المسكينة. لا، فلأصحح؛ الحنين لا يخبو أبدا لكن حروف كانت تعوزني ترحم حالي فتنتثر عيدية بين يدي.
أفرح بتلقائية للقياه -العيد- دون حاجة للرجوع للآئحة دواعي فرح. كل شيء جد مختلف وعلى حاله أيضا.
كتفاي مرتخيتان وقلبي مطمئن، تتسع مساحة الأمان أمامي فتنعكس عني هالة قد يراها الآخرون، أحسها قطعا.
ماحال عودك يا عيد؟ ما غيرك؟ ما آلفك؟
أخرج معهم وأصفق بحرارة لم أنتظرها لمرئى السماء ملونة ببهجة العيد، يرتجع إلي صدى تصفيقات أخرى من البعيد تشاركنا اللحظة وتأبى إلا إعلامنا حضورها.
أضم يدي إلي و أغلق عيني ممتنعة عن إشعال أيها. ياه! متى تعلمت الخوف من المفرقعات؟ بت أنتمي حقا إلى عالم الكبار وأنا أفقط شجاعاتي الصغيرة واحدة تلو الأخرى.
أأبى عليهم طمس معالم الفرح أيا كانت بساطتها، فأصر على موائد الحلوى ملازمة العيد. أكور حبات الكعك وأنتشي بعبقها...
تكبيرات العيد هي ما أرقب! ومتى أدركتها أمكنني النوم. وكأني بك أمامي لحظتها يا أبي. يرتسم العيد بهيئتك لعشرين عاما مضن أو يزيد: ينفتح الباب مع تكبيرات العيد ليدخلك محملا بحلوى العيد فتجدنا غارقتين مغرقتين الفناء بدعوى تنظيفات العيد. لحظة أسمع التكبيرات يكتمل العيد. أكتفي اللحظة بتداعيات الفرح حولي دون أن أجاهد دمعا يغلبني ما أن تذكر أمامي أو أذكرك مابيني وبيني، دون أن أتذكر رجلا كان لك الدنيا وأدعى اليوم أن لا يذكرك، أمثلك ينسى يا أبي؟ أم أن الذين نسرف في حبهم هم دائما الذين لا يستحقون.
أغفر له اليوم ماكان لأجلك يا أبي، أغفرها كلها! لا يطلبه لكني أهبه إياه لأجلك.
اللهم إني قد عفوت فأعفو

مباركة ٌ أعيادكم كلها