Wednesday, September 30, 2009

أثباج




أحل رتاج قلبي فتنفتح مغاليق الكلام
يؤز للحظة صدى صمت طال واستشرت طباعه قبل أن ينكفئ و تذهب ريحه
تتفتق أرخبيلات من حروف فتأويني إليها.
ما من شيء يبقى على حاله اشتهيت أم أبيت.
يحل المساء ثقيلا باسطاً أسمال حزن عنّ له الوقوف ببابي. يربكني رحيلها، رباه، أفعلت!
يختل توازن مداركي ولا أدري... ألقي ببريق خواتمي بعيدا عن يدي، أواري كحل عيني، التوت عن شفتي المرتعشين. أجدني بعيدة جدا لحظتها، حائرة جدا، وواعية جدا. أطمس كل معالم زينتي وأسبغ طقوس حزننا.
ترتسم صور الماضي السحيق أمام عيني. هي ذي تجلس على أريكتنا بضفائرها المرفوعة تضحك في وجه المصور، من تُراه كان؛ أكنت أنا؟
البحر، على ثبج البحر كنا، يلمنا قارب صغير وضحكات تشق عنان السماء. دائما على أطراف طفولتي كانت. كيف مات كل ذلك. كيف تموت؟
لا أعرف ما فكرت حين علمت أنها انطفأت بداء كثير ما كان هاجسا تجاهلت و فكرت: ربِ اعصمني منه، وكأن وشاية ما أعلمتني أنه يتربص بي فإذا به يقتنصها! أنا التي لا تحمل هوس الأمراض و تطيرات آخرين حولي، لكن أحمل هاجس غيبيات يعن لبعضها الهمس لي. أتراه دمك ذاك الذي كان يهمس فحسبته دمي، أم أن دمائنا المتقاطعة تحمل حديثا واحدا؟
أترك عني هذا الهم وأكتفي اليوم بهم رحيلها.

ألتقط عباءة خابية ومصحفا أتوكأ عليه وأخرج إليهم. إلى ماض كنت نسيت بعدما تزلزلت الدنيا وانشقت الأرض ما بيننا و باعدت.
يالتلك الوجوه... انحلت عن عالمي. تقع عيني على بعضها قبل أن أراها؛ أخرى كانت رفيق طفولتي الأول. يالله! يا لظلم الحياة، أتراها حقاً كانت القريبة لا الصديقة؟ ألا يحمل كل الأطفال تلك البراءة الفطرية؟... تنفطر تلك الخاطرة ما أن تبدأ بالتشكل.
تتكوم على ألمها فأجثو بجانبها وألمها إلي. يستأسد الحزن علينا فيرتفع نشيجها وأعجز عن النطق بحرف واحد يغيثنا أو يدرأ دفق دمعي على الأقل. أطوقها بذراعي كأنهما ستمتصان ألمها أو تدرآن عنها بعض عذابها حتى يأتي من يدركنا معا بذكر الله.

منهكة أخرج، أجر أذيال حزني و وجعي... أنى لشروخ الحياة أن تلتئم؟