Sunday, March 18, 2007

في حياة أخرى قد أكون رجلا




يضيع نهاري بين الأحلام والكوابيس بعد ليل مضرج بالألوان حتى أفول آخر نجمه وانكسار العتمه بنور الصبح. يحدث أن أنكب على ألواني حتى لا أميز الليل من النهار سوى في حاجتي للمزيد من الإضاءة للوحتي. فتصرخ أطرافي و تشيخ أصابعي ويقرر جسدي أنه آن له التدخل قسرا فلا أعرف إن كنت استسلمت للنوم أم أغشي عليّ.
لا أعرف أي حماقة دفعتني نهار الأمس لمارسة تمارين لم أقربها منذ عام أو يزيد؛ لتضاف آثارها إلى شكاوى جسدي.
استيقظ اليوم مع صلاة الظهر وشبح الأحلام بعد لم يغلق بابه، وأهازيج - لا أذكرها تماما - تتمتم في رأسي المحشو بالدوارعن أصدقاء رحلوا وآخرين كان يمكن أن يكونوا. يخطر لي أحيانا أني أرهق أكثر في نومي مما في صحوي. مع فنجان قهوتي الثاني تتشكل الأحرف المبهمة أمام عيني في كلمات مفهومة. يكف رأسي عن الدوران واكتب.
كيف يحدث في الحياة أن نسير إلى الخلف لا إلى الأمام؟
منذ يومين خانتني جرأتي التي يبدو أنها تتلاشى مع الأيام.
منذ سنوات حين كنت أبدأ الرسم، عثرت بأحد الرسامين في مدينتي فبعثت إليه بتساؤلاتي -التي أعيتني بحثا - عن الرسم الذي لم أجد له أثرا حولي ... فأمدني مشكورا ببعض الإجابات ومن وقتها وهو يرسل إلي بجديده. مؤخرا عرفت صدفة أنه تقلد منصباً جديدا وأعرف أنه يفترض بي تهنئته على أقل تقدير لأني فرحة لأجله ولأجل آخرين قد يسهل بحثهم، كما بحث لفتاة لا يعرفها عن إجابات تهمها. منذ يومين لمحته على مقربة مني لكني لم أجرؤ على طرق باب الحديث!
من المفارقات الغير مفهومة أني أجد في كثير من الرجال خامات أصدقاء قليلا ما أجدها في النساء. لا أتكلم عن الغرام مطلقا فأنا أكثر تطلبا من أن أغرم سريعا لكن عن الصداقة، وأعرف أن الأمر كثيرا ما يكون متبادلا لكن تبقى حواء ويبقى آدم يعيشان في مجتمع لا يؤمن بالصداقة ويرتع ببذور الريبة، وأبقى أؤمن أنثى تؤمن بكل شيء أو لاشيء.
في حياة أخرى قد أكون رجلا فقط لأجل الأصدقاء.