Wednesday, December 12, 2007

مسافرة عبر الزمن


مسافرة عبر الزمن ...
فيما كنت أتصفح مدونة
يوميات اليوم بالصدفة، عثرت على هذا الـ "تاج" – ( بتاريخ 15 ديسمبر2006) - الذي أضاع طريقة إلي.
واليوم - وبعد عام- ها أنا أذهب إليه بقدمي.
أعرف أنه ليس أول "تاج" أضاع الطريق إلي، وربما تحديدا لأجل ذاك سأمد يدي إليه وأمسك بطرفه.
من قال أن الرسائل لا تصل إلى أصحابها؟ قد تتأخر – عاما، عشرا - لكنها في يوم ما تصل إليهم، أو يحضرون لاستلامها كما فعلت... مهما اتسع يبقى العالم صغيرا بحجم كرة الثلج.
شكرا ساعي البريد.

جاء في هذا التاج
دودة الكتب أن
التقط أقرب كتاب إليك.1 :
2. افتح الصفحة 123، وعدّ من بداية الصفحة، إلى الجملة الخامسة
3. اكتب الثلاث جمل التالية لتلك الجملة «الخامسة» في مدونتك
4. لا تنس كتابة اسم الكتاب والمؤلف
5. مرر «التاج» لثلاثة آخرين!
سأعترف من البداية أني سأنسى – عامدة أوغير عامدة – المطلب الأخير لحلول الحول وعدم اكتمال نصاب الزكاة لدي

-
من "وجوه" لـ محمد شكري.
* ثالث و آخر ثلاثية سيرته الروائية.


هناك كثير من المجانين في كل مكان يريدون أن يتسلوا والحاقدين كذلك لأنك تعيش أفضل منهم.
- لكن هنا ليست لك أي عداوة مع أحد؟
- لا يمكنك أن تعرف ما يخبئه لك أي إنسان حتى وإن كنت لا تعرفه.

Sunday, October 28, 2007

إنه لي


هذا الشتاء أعود إلي، محملةً بي

أخبأ بيتي عن عيونهم، تتشابك مسارات الحياة فيضيعون الطريق إلي

وأمسح عناوينهم من خارطتي. بتنا نحيا في عوالم متوازية، فلا ملتقى بعد...

امتلأ فرحا: لا بشيء سوى الحياة

؛لا لأحد سواي

هذه اللحظة الوليدة تحمل اسمي ...

هذا الشتاء هو لي، فيه سأبعث وفيه سأحيا من جديد

تتعاقب الصفحات سراعاً لتفصح عن صفحة خاوية إلا من رسمي

تنتظر أن تملأ حياة، أماكن وأسماء جديدة.

!يا سادة هنا امرأة تولد من جديد.

Sunday, August 19, 2007

دلني أيها الحادي




أحار في استقراء بواطني أو اقتحام تلك الأجمة التي يتترس خلفها قلبي.
أخفق في فهم ما يموج هناك.
اجترأ على العيش بدونه بصلافة تجفلني. كل شيء راكد و هادئ.
يطرأ اسمه ببالي ولا يحدث شيء، ادفعه برفق بعيدا. اقرأ كلماته ولا أتفاعل. أشك لبرهة
في نفسي وأخشى من عواصف تتجمع بداخلي على غفلة مني.
ينحل وثاق بات يربطه بفيروز فأعود إليها وأدندن معها.
يحدودب يقيني به، بي... تستوي هواجسي على ظهره فأحترز من زرقتها بدعوات أتمتمها.

آسى عليه وأتمنى لو أمحوني من رأسه، ليذهب إلى أخرى كانت يوما على مقاس طفولته وأحلامه، إلى حياة تخلو من شظايا الحب المستحيل وحروبه التعسه فلا أعرف كيف

أسرح في يدي المخضله بدماء الحب القانية, يتوارى ما يبطن قلبي فيما يرى حتى عني.
يشيخ الحب بداخلي. أعافه. تزور سلمى أحلامي؛ سلمى التي لم أر منذ قرانها منذ عامين أو يزيد.
تلك التي عافت الحب قبلي. فأحس لأول مرة برغبه خانقه بالبكاء. هل أصبحت سلمى أخرى إذن بعدما أدلج الحب وقررت ألا أتبعه، أن أوصد بابي بوجهه ولا أرغب برؤية قسماته ثانية في أديم حياتي.
ذاك خاطرٌ ما عدت أرغب ارتجاعه.
أين تراك يا سلمى لأرتمي على صدرك و أريق دموعي و وجعي الذين ما عدت أفهم على كتفك.
كيف يكون طعم الحياة الآن وقد ارتكست قناعتي الوحيدة وهجرت محترف الحب و أرمد بنفسي.
أي طريق أرتاد الآن ولا حادي يدلني.

Saturday, July 28, 2007

نبوءات التوت





في كفه تتجلى نبوءات التوت. استمع لوصاياه واكتم صيحات الدهشة وأنا استحضر صداها الذي يتردد بداخلي من قبل أن ألقاه، ولم أفهمها حتى لقيته.
أغيب في عينيه طويلاً طويلا.
من بين يديه استل أصابعي ولا ينتبه. يبتسم، يثرثر... استل قلبي المتعب أيضاً ولا ينتبه.
اتبع خطوات التاريخ وأجحد بشريعته التي انتظرت طويلا.أعلن كفري البواح. اطمس كل العلامات المخبوءة في كتبي حتى لا تلمحها عيناه. أبتر كل الكلمات التي تشي باحتمالية صدقه وألتزم الصمت.
أترنم بغدي الأفضل علي أصدق. حين سيجمع ألواحه، حين سيرحل سيحل غدٌ أفضل.
أصم أذني عن كلماته التي يسمعها قلبي وأأبى كسر نذر صمت قطعت لنفسي لحظه نظرت في عينيه ولم أجدني.

Monday, July 2, 2007

أنثى اللاءات



أغلق السبل ما دونه وأركن إلى نفسي قليلا. بقسوة الصحراء قد أكون؛ أو هكذا يقول، وقد أكون فأنا ابنتها. أمي التي لم أر هي الصحراء، منها نبت وقد تكون في دمي دونما علم مني. ألا ترث الابنه شيئاً من طباع أمها؟

أرسم خطوط وهمية في الرمال حولي ليتعثر بها، فيأبى أن يفلت يدي وأعثر معه. أتفلت من خيوطه المعقودة حول معصمي لتحكي عني قصصه، لتحركني بأصابعه نحوه، لتنزع عني عقلاً يكره ويكسوني فقط برداء الأنثى. أنثاه. اختبيء من عينيه الباحثتين، وألم إليّ بعضي المشتت.

أنثى اللاءات أكون، تلك التي تسخطه وتأسره. ينسحب مجددا في ثورة غضبى كطفل لا يطال لعبة يصر أنها ملكه، في ثورة رجل لا يصل إلى امرأته. أمد يداً تحول دون رطمه المسافة التي تقبع بيننا فيما أحاول الوصول إلى عقله.

"أنا امرأة حرة". كيف تكون الحرة إلا شامخة ونقية حتى في الحب. لأني امرأة من عصر الصحراء وقيس و قصور تبنى بالشِعر، امرأة تؤمن بالفرسان، ولأني أضرب بجذوري في عرض التاريخ وما قبل؛ لا أقبل أن أوسم إلا بالحرة.
وإن كنت لأفعل؛ إن كنت لأحل دثار قناعاتي لأحد لكان لعينيك، ولكني لا أفعل!
هل تدرك معنى أن تحلم بامرأة حرة؟

Tuesday, June 12, 2007

يوميات امرأة مبالية






غاضبة، ممتعضة، حانقة، خائفة، كل الأشياء التي لا أرغب بوجودها تتلبسني. تسكنني رغبة مرضية ما؛ نزعة



.انتحارية خبيئة للمقامرة بوجودي


هل يصح أن نفصح عن لحظات الخلل الصارخة متجاهلين اتيكيت الابتسام و"أنابخير كيفك انت؟
-
تنفجر في وجه هدوئي المفتعل وتقذف حمماً تطالب بثورة تليق بك؛

!لامبالاتي تقتلك

تتربص بي الدهشة مع كلماتك. تخطر لي أهمية الاستجابة لفطرة نسوية تطالب ببرودة حارقة على وزن لهجتك المستفزة
.لكني أطرحها جانباً

.أعض على شفتي حتى لا تشي بي حاجة للإبتسام تباغتني وقد تدفع بك للإلقاء بي في أقرب هاوية
! انظر إليك بافتتان تام وأفكر: ما أجملك

. في عيني تجد شيئاً يطمئنك فتبتسم

-
استمريء للحظات هذا البعد الطاريء، وأعب من مداد هواء لا أجد حاجتي منه مذ تلبدت أجوائي بك. لأريح أطراف مشاعر أقف عليها قبل أن انصهر في أتونك الثوري وأنسكب معك أنىّ تشاء.
-
تتفلت ذرات الهواء سريعاً من أصابعي وتختبئ حيث لا أطالها، لأجد أن غيابك يرهقني
.مثلما يستفزني حضورك، وها أنا أختنق من جديد

Thursday, June 7, 2007

امرأة لم تولد بعد



مهمومة بكِ
أبحث
عنكِ
كوني بخير أرجوكِ
كوني بخير.
انتظري معي ميلادكِ
!فقط كوني بخير

Tuesday, June 5, 2007

اللهم سلم سلم

Tropical Cyclone Gonu
إعصار جونو يضرب سواحل عمان

---------

ضرب إعصار جونو سواحل سلطنة عمان ومناطق في الخليج برياح بلغت سرعتها 260 كيلومترا بالساعة، وذلك بعد أن أجلت السلطات العمانية حوالي سبعة آلاف شخص من مناطق ساحلية تحسبا للإعصار.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن الإعصار الذي يتوجه إلى الشمال الغربي هو الأقوى منذ عام 1977.
ويتوقع أن يبلغ الإعصار أوجه في عمان يوم الخميس، قبل أن يصل بعد ذلك إلى إيران.
ونقلت وكالة الأنباء الرسيمة في البلاد عن الشرطة قولها إنه من المتوقع أن تزداد قوة الإعصار خلال الساعات القادمة. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مفتش عام الشرطة والجمارك في سلطنة عمان مالك المعماري، قوله إن سكان جزيرة مصيرة في البحر العربي وسكان مناطق الساحل الشرقي قد التجأوا إلى مناطق أكثر أمنا بناء على تحذيرات الأرصاد الجوية.
وقال المعماري في مؤتمر صحفي بمسقط إنه من المتوقع أن يتسبب الإعصار في أمواج عاتية وأمطار غزيرة.
وتقول وكالة أنباء رويترز إن قلب الإعصار يوجد في البحر العربي ومن المتوقع أن تبلغ سرعة رياحه حوالي 110 ميلا في الساعة.
وتسود مخاوف من أن يؤثر مرور الإعصار قرب أرصفة إنتاج الغاز والنفط في مياه الخليج إلى تأثر حركة الشحن، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار البترول الخام في الأسواع


العالمية بواقع دولار واحد للبرميل



Sunday, June 3, 2007

حكمة اليوم


Reality Bites!


.
.
.
.
.

.يتكشف لي مع طلوع الصبح غبائي الأسطوري
أي حماقات ارتكب في حق نفسي ولِما ؟
ومتى؛ متى أتعلم؟
هل أتعلم؟
(لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها)

Monday, May 28, 2007

اختلال








تختل كل الموازين، تتأرجح بغتة فأبحث عن يد أتشبث بها. يد تدادي قلقي وحتى خوفي من أن أجد نفسي حقاً قبالة الشمس، أتنشق الهواء لا العوادم. أحيا من جديد.
أنظر إليهم بريبة وأأبى تصديقهم، متى ناديتُ لأجد الطيور تلتحم بين يدي صدقت. عندها سترتد في الروح – وإياهم- وأصدق. الآن لا يمكنني ولا أريد سماعكم... انظر إليهم بأعين خاوية وصوت لا حياة فيه. اتفلت من أصابعهم الممتدة نحوي وانسحب قبل أن تبرق عيناي بكل ما يعتمل بداخلي، قبل أن يتكسر صوتي. ابحث عنك، أي حماقة تجعلني أبحث عنك؛ الوحيد الذي ألجم جنوني وقلبي أمامه مع أنك الوحيد الذي يستفزني ويسخطني لحد أرغب معه بالشتم بصوت عالٍ؛ أنا التي لا تشتم أبدا! أنفض كفي وألقي بالهاتف بعيدا، تلك حماقة لن أرتكب.
يخرجني صراخ الهاتف من تأمل تناقضك وإياي، من التململ من سخطي منك وحاجة للوثوق بك لا تُشبعُها. تنطفيء مقدرتي على الكلام للحظة وأنا أسمع صوتها الغائب من عام، وعشرٍ أعوام قبلها. أرد عليها بكل تهذيب وكأن لا تاريخ أسود يجلس بيننا، ربما لأن الجراح القديمة تندمل ويغلظ جلدها فلا تعود تؤلم. اكتفي بالتحايا وأسلم الهاتف لأخرى قبل أن أخرج من الحجرة. ليس من الحكمة أبدا نبش القبور، دعوا الموتى ينامون والماضي معهم.
أي جنون يكتنف هذه الأيام.

Wednesday, May 23, 2007

أنا قنديل البحر




يطبق الدوار على رأسي فأخرج من غيبوبة نوم لأدخل في أخرى. تنطفيء جذوة النهار في عتم الليل ثم تتقد من جديد. انهض ويتأبطأ ذات الدوار ذراعي. تنتابني هلامية عجيبة أكاد أجزم معها أن لم تبق عضلة واحدة في جسدي المنهك. تذكرني تلك الكتلة- أنا- بطفولة على البحر وشاطيء مليء بقناديل البحر. إلى أين رحلت قناديل البحر؟ تلك التي كنت أتجنب مسها لا وعياً بخطورتها لكن تقززاً من هلاميتها المفرطه. أنا قنديل البحر. قالب جلو متحرك وربما أفكر كواحد وأنا ألمس جسدي من آن لآخر لأتأكد أني لم أتحول لكيان رخوي أحسه.
أجلس أمام حامل لوحاتي عليّ أتشجع فأنهي لوحة كنت قد بدأتها، لكن احتمال تنظيف لوح الألوان يكفي لأهرب بعيدا، قبل أن أصل للتفكير بمصدر الطاقة الذي يفترض أن أرسم به.
تخبو شعلة الكافين التي اجترعت سريعا وتتبخر ذراتها قبل أن تلتحم بدمي. تتمايل الكلمات أمامي في لحن لا أسمعه. حتى غضبي منك اليوم يتلاشي كأن لم يكن وأطلق سراح وجع كان ينوي التشكل بداخلي منذ الأمس إثر تجاهلك المدروس. أطلق سراحك أيضا لتذهب أنىّ تشاء. أخطو خطوة إلى الوراء لأرانا كما نحن لا كما أريد وأطمئن لأننا لسنا سوى عابرين استظلا ببعضهما ذات ظهيرة قائضة ثم تابع كل منهما طريقة.
تتتابع الصور في رأسي في لحظات الصفو. فقط لو يرحل هذا الدوار وإلا كيف يرسم قنديل البحر؟ هذا اليوم لا يفوّت.

Sunday, May 20, 2007

جاتلي زغطه








استمع لشكاواها بكثير من الهدوء. تتابع سردها وبصمت أسمعها. أقطب جبيني وأعدل من جلستي على أريكة تجمعنا. أتأمل في اللوحة الداكنة المعلقة بقربي وأتسائل إن كانت مرسومة باليد أم مطبوعة. ألجم شتاتي و تعمق التقطيبة المحفورة بجبيني وأنا أحاول استعادة تركيزي المتقافز على الحوائط. أنقب عن كلمات قد تطمئنها. أتلكأ، أتلعثم، أبحث بيأس متزايد... أمسك أخيرا بطرف بعضها وألقيها بين يديها. يفزعني هذا البرود العاطفي تجاه مشاكل الآخرين؛ هل حقا أصبحت بهذه القسوة فبت أستسخف مشاكلهم المفتعله؟ هل حقاً قلتُ مفتعله!
انظر إليها في سرد جديد لشكاوى آخرين يعنونها لا أكاد أعرفهم، تغرقني تفاصيلهم في بركة خجل وأنا أحس بأني أتلصص عليهم من شباك مشرع ذات غفلة منهم، فأرغب بإغماض عيني واستغشاء ثيابي عليّ لا أسمع، أعض على شفتي فأوجعني لئلا أخجلها وأخجلني.
انظر إليها فلا أعرفها ولا أعرفني. أسرّح قدمي من سجنهما الشاهق وأضمهما إلي. تتبخر كل أحلام البوح التي كنت أسول لنفسي قبل أن أجيء وأتلو بصوت خافت كدرس صعب أحاول حفظه. يتداعى كتفاي وأنزلق في أعماق مقعدي. لا... معك لن أستطيع الكلام ومجددا سأكتفي بابتسامة مذعورة حين تكتفين البوح وتسألين عني وأنا أجيبك بعد لحظة مثقلة بعبء كذب أكره اقترافه؛ بخير. نعم أنا بخير!

--------


* حاله كده

ماعرفش ليه تنحت للدنيا كده

فجأة لقيتني مسكون بالملل

لا عندي رغبة في البكا و لا في الكلام

ولا عايز انام

ولا حتى باسأل ايه ده ايه و اخرتها ايه و ايه العمل

و اخاف اقول لأي حد لحسن يقوم يقلبها جد

حد صاحبي ينزعج يمد ايده جوه قلبه من باب الكرم
عشان يشاركني الالم
او يستلفلي من لئيم حبة أمل

حالة كده ما اعرفش ايه
-
الفرح شاطر و الحزن شاطر و البحر غادر باقوله حاضر
-
حالة كده ما اعرفش ايه
لا معاها ينفع كلمتين ولا غنوتين ولا لقطة من البوم صور
ولا ادي قلبي في الهوا ويا الكور
اخاف اقول لأي حد لحسن يقوم يقلبها جد ..

حالة كده ما اعرفش ايه

-
الفرح شاطر
والحزن شاط
والبحر هادر
باقوله حاضر
أنا لسه قادر .. في الحزن أفرح
-

حالة كده مالهاش معاد
ساعات تزورني في الربيع في الحر و في عز الشتا
و تجيب حاجات لا فيها الروح ولا ميتة

لكني بارجع منها بعد السكات
فاهم شوية في اللي فات
حاسس اوي بحضن الصحاب
محظوظ انا
ساعات باشاور ينفتح لي الف باب
لكني باغلط في الحساب
ما اعرفش ليه
ما اعرفش ليه
-
الفرح شاطر
والحزن شاطر
والبحر هادر
باقوله حاضر
أنا لسه قادر في الحزن أفرح
-
نايمة العيون ..
ساكتة الشفايف
دمعي يهون ...
و القلب خايف
دمعي يهون
والقلب خايف
و انا لسه قادر في الحزن أفرح

مليان جروح .. لكني عاقل
انا مين أكون ولا حد سائل
و انا لسه قادر في الحزن أفرح

Thursday, May 10, 2007

ليل بطعم الصبح




استسلم أخيرا لانزعاجي وامنحه الحق بالإفصاح عن نفسه؛ بالصراخ بكفى! احتمي من صخب ضوئي يطاردني منذ أيام ويصم عيني كأزيز الأظافر الطويلة على الحوائط. تتوسع حدقتاي وتجلسان باسترخاء في عيني خلف ستار نظاراتي الشمسية الكبيرة، تلك الراحة التي لا يعرفها إلا المجهدون بعد يوم عمل شاق وطويل في إناء ماء دافيء يذيب ذرات التعب المتكومة فوق أقدامهم. راحة الأرض الظمأى ذات ظهيرة قائضة لحبات مطر تربت على ظهرها وتطعم صغارا تضمهم لقلبها. لكتفيك المجهدتين تستسلمان لراحتين تعمدانك بطقوسها و تدغدغك بأطراف الخدر اللذيذ.
تخفت الضوضاء واستلقي في أحضان عالم مصبوغ بدفء بني هاديء بعيدا عن سمات الخدش. كل شيء رائق بالبني. بلون الرمل، بلون الأرض، لوننا نحن. تعرض ابتسامة بطعم الشوكولاته السويسرية على شفتي ووشوشات الصلاة تتسلق نافذتي المشرعة- هي مع ضوء القمر- والتقط نظرة صباحية السمات في مرآتي.
استبق تعليق ليلى المتوقع
(How tacky!)
واضحك ملأ قلبي كما لم أفعل منذ أيام. دعيني يا ليلى؛ فأمامك قروية مرتاحة.

Tacky is in! اليوم

Sunday, May 6, 2007

تلك الحواء البكاءة




اليوم انقلب إلى حواء بكاءة لا أحب رؤيتها. مذ شرعت بقراءة ما حمل إلي وهذه الدموع لا تمل ولا تكف، بل وتجرف بوقاحة كحلا أسكنت بعيني لتوطنه على خدي دون استئذان. اقرأ في أوراقي التي كنت قد نسيت ولم أعرف أنه يحفظها عنده أو لمَ. أقرأ أشياء كثيرة تشبهني أم أنها كانت تشبهني؟ يوقعني في حيرة كبيرة ويخرج هكذا ببساطة. اقرأ تاريخ الحب، عن العاشقين، عن حكاية كانت هُما. هوامشي، عبثي، ضحكي حزني وفرحي كلها يضعها بين يدي ثم يذهب. ينشد السياب : " مطر مطر مطر... أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر؟ وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع؟ بلا انتهاء – كالدَّم المراق، كالجياع، كالحبّ، كالأطفال، كالموتى– هو المطر! "
اقرأ المزيد وتنهمر المزيد من أمطاري السوداء دون أن تفلح في إخماد حريق أشعل بداخلي ذاك الحالم الساخر، رجل التناقضات.

حين جمعتنا تلك الطاولة حيث امتزجت أوراقك بألواني لتتمخض عن قالب واحد، حينها آثرت البحث عنك في سطورك المقلمة على شرخ جدية كانت ثالثتنا ولم أعرف من دعاها لحضور اجتماعنا وفضه سريعا. وها أنت بعد سنوات تسر إلي بأنك تفعل ذات الشيء فتبحث عني في لوحاتي. حين وجدتك واقفاً بعتبتي بيد ممتدة نحوي وجبين تلتمع عليه حبات القلق شعرت بأن صديقا قديما عاد من سفر بعيد وبدا طبيعيا جدا أن أسلم إليك يدي ونتشاطر ما فاتنا من عمر وما سيكون.

اليوم فقط كنت تسألني إن كنت أبكي ومع رحيلك ها أنا أبكي.

من أين جئتني يا رجل وأناّ لك هذه القناعة المخيفة التي أرى في عينيك وفي قبضة تأبى أن تفلت معصمي. من أوحى إليك بأني قطة وليدة عليك حمايتها. ومن يحمي قلبي من التعلق بعطفك الفائض ورجولة باذخة تسكنك !

Thursday, May 3, 2007

شعر، مراوح وكاستانايت




مؤخرا تختفي مقدرتي على قراءة الشعر ولا أقرب أيا من الدواوين المكدسة في مكتبتي. لا أستطيع ولا أريد. لا يكفي أن أقرأ أريد أن أسمعها! علاقة الشعر بالأذن وثيقة وأنا امرأة تحب أن تسمع.. أملأ جهازي الموسيقي بكل ما تطال يدي من الأشعار التي أحب, وحين أسمعها لا أعود أرى الكلمات الباهتة المرسومة على الأوراق سوى نسخة مزورة. استمع إليها بنهم وأحلم بأمسيات على ذوقي قد أحضرها. استمع إليهم بشتى اللهجات، تلك التي لونت طفولتي وارتسمت بسمات واسعة على وجوه صغيرات كونّ عالمي. يخيب أملي بعض الشيء وأنا استمع لإلقاء بعض الأصدقاء الذي لا يرقى لمستوى أشعارهم، فذاك فن آخر يجب احترافه، لكن قلبي لا يسمح لي أن أقول لهم ذلك، واحتفظ بتلك أيضا.
أقلب بمحض صدفة بالتلفاز فأشاهد برنامجا لا أتابعه لتنسرق أنفاسي مع إلقاء "رودي رحمة". اتقرفص على الأرض ووجهي يكاد يلامس التلفاز كما كنت أفعل وأنا طفلة حين أجد مسلسلة كرتونية أحبها فأتسمر أمامها وأنسى كل ما عداها. مع رودي عدت تلك الطفلة وأنا أكف فمي بأصابعي كأن الكلمات ستنسحب رغما عني لتسرق تركيزي وتشوش علي كلماته أو تحجب عني البروق المشتعلة في عينيه. وما أن ينتهي حتى أصفق بحرارة وفرح طفولتي وأنا أرى طائرتي الملونة ترتفع أخيرا لتحلق في السماء. كيف أقرأ شعرا بعد الآن؟ حتى جهازي الموسيقي قاصر عن التقاط تلك البروق في عيني رودي!
استيقظ اليوم بعيد الفجر لأرسم، أخرج إلى الفناء والتقط زهرة صغيرة بعد تردد طويل وشعور بالذنب وأنا أرى النحل يتنقل حولي من زهرة لأخرى وأخشى أني أحرم أحدها من طعامه! أتذكر أني لم آكل منذ صباح الأمس وأقرر أني سأكافيء نفسي بفطور من الجاتو والكافيين. من المضحك أن نتعامل مع أنفسنا أحيانا كما نعامل الصغار، خاصة حين نكافئ أنفسنا بأشياء لا نريدها أصلا!
أتابع صباحي مع "كارمن" و"ماريا كالاس"، أرى صورة صغيرة لما قد تكون عليه تلك الأوبرا التي أعشق على المسرح بكل جنون وعشق و دراما الغجر والمسرح والأوبرا. حين تغني بلسانك وقلبك وجسدك، حين تغني بروحك. تذكرني بتلك الكاستانايت (الصناجات الخشبية) الأسبانية السوداء التي كنت أملك في صغري، و لاحقا تعب تلك السيدة اللاتينية وهي تحاول أن توصل إلي – مراهقة حائرة- أن الرقص ليس حركة فقط بقدر ماهو معركة! منافسة ثورية أخوضها مع آخر. أنقب في أشيائي القديمة فيما أكتب واستخرج ذلك الشريط الأسباني الذي لازمني غير أمسية وبعد ظهيرة وأنا أحاول متابعة تعليماتها و أتذكر أيضا أني لم أكن لأرفض بعند أحد الأدوار الرئيسية مهما كان يدفعني خجلي من الأضواء لذلك لو كنت رأيت فقط ذلك الثوب الأحمر الرائع!
أطالع "كارمن" صورة موسيقية حية بالألوان وأفهم افتتان ذلك الرسام بالراقصات اللاتينيات الاتي يملأن لوحاته. أتشرب كلماته لما وراء تلك اللوحة الدراماتيكية لتلك الراقصة الأسبانية باستدارة ثوبها، خفقة مروحتها وملامح الألم والثورة التي تتقمص وجهها واختلاجات جسدها. أجهد في البحث عن تسجيل لتلك الرقصة، لموسيقى سكنته ويعيد اقتناص لحظة ملونة منها على أوراقه كل فترة. استمع لتلك الموسيقى الحزينة ، تلك الخطوات الواثقة، انظر إليهن وأفهم افتتانه. أتسائل كيف يمكنك ألا تكون فنانا حين تعاصرهم أولئك الذين يستدرجونك إلى عالم الخيال وكيف لا تلتهب كل حواسك وطاقاتك معهم. أتأمل في صورته المضحكة وهو شاب صغير بشعره الثائر يحتضن جيتاره قبل أن يسرقه الرسم واستدرك حماقتي حين أفكر بأنه قد يكون الوقت فات على أن أرسم كما أحب و أنا بعد أحبو في عامي الرابع فيما أراه اليوم رائعا تماما في عامه الخامس والعشرين.

Friday, April 27, 2007

Tiffany's!







ألتقط أوراقي وفنجان قهوة لا يتناسب مع قيظ الظهيرة وأخرج لأجلس أخيرا إلى تلك الشجرة. انتهي في لحظات قليلة لا تكاد تناسب ترقباً عبر روزنامة الشتاء والربيع واختار اليوم مولدا يناسبة ويناسبها –الشجرة- التي تختار هذا الأسبوع مولدا أيضا، فتغريني بروق نضرتها الحمضية بالاقتراب. المس أوراقها الوليدة وزهورا تفتقت من رحم الأرض لتولد على ظهرها.
أجلس إليها وأرسم براحة لم أخبرها منذ أمد، بعدما أفرغت جيوبي المثقلة في رسائل

طويلة حمّلت على ظهور قوارب ورقية لترسو في أكف أصدقاء أشرعوا لي مخازنهم. تختفي الغيوم المتكدسة في عيني مع غياب آخر تلك القوارب في الأفق، فأتنفس بعمق وقد انحلت عقدة كانت تضيق بصدري. وابتسم بسعادة أودري هيبرن "هولي" وهي تقضي وقت فطورها بفرح في "تيفاني" تاركة حقائب همومها على عتبة محلها المفضل.
أركن أخيرا إلى الحرارة المتزايدة وأطلق سراح حنيني للشتاء الذي اعتدت رفقته للمرة الأولى في حياتي، شتائي الأول، بعدما بقيت لأيام أقع في حيرة كلما نظرت في المرآة مستغربة شعري الطويل وقد هجرته القبعات الشتوية؛ متى طال؟ وشكل ساقي الذي كنت قد نسيته، أفيق من سبات عميق. كيف تنقلب الفصول بهذه السرعة التي توقعنا في حيرة مع المرايا؟

Thursday, April 26, 2007

طفلتي الضائعة فاتنة أنتِ




لا أغرب من الكتابة اليوم، يلمني حنين لم أعهده للأمس البعيد، لمدرستي. لا تلك التي عرفت في مراهقتي ولكن كما كانت في طفولتي؛ مطعمة بحصص الموسيقى ومعلمة الرياضة التي لم تفق حصص الرياضة بعدها. تلك التي اكتشفت معها روعة أحذية التزلج. لملعب طفولتي، لمريولي القصير وجواربي الطويلة، لعروسة باربي مدسوسة بين الكتب، لحفلات نهاية العام وقبل ذلك كله؛ لرفيقات طفولتي، ترتسم ملامحهن ذات بغتة واحدة بعد الأخرى ولا مهرب منهن. كأن تقليب الذاكرة لا يكفيهن فيجهدن أكثر في تذكيري بعالم كدت أنسى. حتى على صفحات الجرائد وشاشة التلفاز يباغتنني. يبدو الأمر أكثر خرافة من أن يكون حقيقة لكن الحياة أكبر من أي خرافة. أسبوع حافل بهن بشكل غير مفهوم. فلم؟ لم يظهرن الآن أمامي فجأة! حتى افتتاني الحديث بالرقص الشرقي يذكرني بهن، بلحظات السمر الأنثوية البريئة بعيدا عن تعقيدات وتشويه التحليلات الذكورية، فألوم نفسي أن لم أتعلم المزيد منهن. من بين كل الأسماء التي مرت مؤخرا لا يهزني أحد مثلها. منذ سنوات وأنا أتذكرها كلما مررت بذاك السور الشاهق الذي يحيط ببيت كان بيتها، تلك الطفلة الشابة. معها تفتحت عيناي للمرة الأولى على أن قسوة الآباء في حرمان الأطفال من أمهات مكسورات ليس حكرا على المسلسلات. ربما لهذا لازال جسدي يقشعر وتضيق حنجرتي كلما ذكرتها. تلك الطفلة اللطيفة. أليس غريبا حين تتذكر أن طفل مثلك كان إنسان جميلا؟ صافيا كلون الحليب وبحلاوة طعم المربى، تلك الطفلة الحائرة ما بين جنبات قصر خاوٍ من الدفء وعامر بالقسوة، كيف حدث أن اختفت من بيننا ولم أعرف عنها شيئا أبدا، حتى اليوم أذكرها. واليوم بضراوة فائضة، أرفع عيني عن لوحتي المنتهية لأغيب في التلفاز للحظات مع مسلسلة لم أكن أتابعها وأحدق في وجوه أعرفها ولا أعرفها، فيتسلل إلي دفء حكايات ناعمه أحب لهجتها التي كانت قوت طفولتي، فأكاد أركن إليها حتى ينطلق صفير في رأسي فجأة، هل نرى حقا حين ننظر كيف لم يحدث أن لاحظت قبلا أن تلك الممثلة الفاتنة في شموخها تشبهها وتحمل ذات اسمها الغير تقليدي. أتكون حقا وجدت طريقها إلى أحضان أمها المنفية؟ هل آن لي أن أطمئن لأن تلك الطفلة الجميلة لم تُكسر؟
من المؤكد أن لاشيء يعدل دهشة الحقيقة، وبما أن لا مهرب هذه الأيام من وجوهن فقد أجد الجواب غدا يطرق بابي هو الآخر. ما أغرب الحياة.

Tuesday, April 17, 2007

عيون السخط النسوية


تنتابني نوبة ضحك أحاول ابتلاعها حتى لا تلتفت إلي عيون السخط. أسقط عينيّ على روايتي وأجهد في استعادة تركيزي في متابعة القراءة دون فاعلية. تطرق سمعي المزيد من الحكايا النسوية فأعض على شفتي لبتر أي ملامح ابتسام. ربما فقط في قبيلتي قد تغضب الأم من وقاحة خاطب يتجرأ على التفكير في ابنتها "الثلاثينية" التي " لا يستحق"، فتساندها كل نساء القبيلة!
تذكرني حكاياهم بتاريخي الذي لا أعرف منه إلا القليل. تاريخ ملكة حكمت يوماً أرضي وبعد أكثر من عشر قرون يبقي شيء منها في كل نساء قبيلتي. من ثورتها ونسويتها المفرطة. تلك التي آمنت أن الرجل لا يصلح للحكم كما تصلح له "الأم"، لأنه يحسن افتعال الحروب وهي إخمادها.
فبادرت لخلق الحلول وأبت انتظار الرجل المننقذ، دون أن تلق بالا لاعتراضات زوجها- أن المرأة للبيت– حتى تكشف أنه كان واهما حين ظن أن الملك له بعد أبيها.
يوم عرفت حكايتها بدأت أفهم نساء قبيلتي.

Monday, April 16, 2007

ثقل الحكايا




رأسي اليوم مثقل بالحكايا. أزيز الأسماء والأماكن يرتد صداه إلى كل الأصقاع، حتى لأرغب بسد أذني علها تصمت قليلا.
لم أعرف حين دخلت لأنقب عن تلك القصيدة الأخيرة التي كتبها صديق، أنه سينتهي بي المآل إلى كنز صغير قد يجتمع على أحد رفوف مكتبة مدبولي. عادة ما تصلني رسائله- هذا الصديق- الرزينة على جناح طائر يأنف الرحلات السريعة، فيطيل المقام بذاك الشط و ينشغل حينا بالتحليق مستمتعاً بفرد جناحيه وملامسة الريح. ومتى مل؛ يطلق سراحها لتقع بين يدي وقد اهترأت أوراقها وشاخ حبرها. كثيرا ما توقعني كلماته في حيرة فأبحث عنه في قصائده قبل أن أتمكن من الرد عليه. هل ننتظر من الشاعر أن يكون ملتهبا في كل ساعة كما في قصائده؟ كمثل ذلك الممثل الفكاهي الذي يخيب أمل معجب لأنه لم يجده مضحكا بالمرة حين قابله، أو أسوأ حين يلح عليه بسماجة منقطعة النظير أن يقلد له تلك الشخصية التي يحب! هل حقاً ننسى أنهم مجر "ناس" وبعيدا عن إبداعاتهم قد يعيشون ويتصرفون تصرفات لا تختلف عنا بشيء، لكننا نصر على البحث عن أثر تجاربهم في ملامحهم اليومية. معه أجد نفسي أقع في ذات الفخ وذات الحيرة مشتتة بين شاعر وصديق.
وفيما كنت أتحرى الرد عليه من وحي كلماته؛ وقعت عيناي على تلك المجموعة فنسيته والرسالة! واعتصمت وإياها و فناجين القهوة بعيدا عن الضجيج. لانسل من مجلس طه حسين كروانه إلى شيكاغو علاء الأسواني.
كثيرا ما يبدأ تعلقنا بالأدب بعمر مبكر في قاعات السينما أوعلى شاشات التلفاز، أو هكذا يخيل إلي، فمع غياب المكتبات وشح الكتب لا بد أننا نتعرف عليها من طريق ما. ما يشكل علي ولا أفهم هو لم يمكننا متابعة أدبهم مصورا في كل ركن وعلى كل رصيف ولا نكاد نجد بسطة صغيرة تؤمنها لنا في قالب كتاب. ما عيب الكتب؟

Friday, April 13, 2007

شهوة الكتابة


تتوقد فيّ شهوة الكتابة في أغرب الأماكن.
دفء المغيب يسري الخدر في حواسي، فيبدو لي قرص الشمس الأحمر أقرب من أي وقت مضى. تستدعيني تلك الحمرة لأبسط كفي إليها. لأمسح على وجهها. أحاول إخماد تلك الجذوة فتشتعل أخرى.
تتراءي لي شموس "مونيه" المخلدة مراراً في لوحاته. كم من غسق كان ليحبس، هل كان ليثمل من شمس تتكشف أبدا في ثوب البلور؟ ماذا كان ليفعل؛ إن كان يصدق أن الكون امتد و يعلو، أني أقرب في هذا الصرح الشاهق من قرص الشمس. بأن الناس سواء والعربات بحجم ثقاب تتناثر تحتي. أكاد أصدق أني قد أملأ كفي منها،منهم وبكفي الآخر ألمس خد الشمس.
يتدفق دمي بضراوة في صدغي. ابحث عن نَفَسٍ لا يكفي، أغمض عيني.
أضم يدي إلي حضني لاسترجع واقع يحيط بي، قبل أن تقنعني راحتي بضرورة أن تتوحدا مع حائط الزجاج الممتد أمامي.
لا يفترض بحجرات الأطباء أن تبعث على الحلم، أو توحي بالدفء! بل يكون بياضها جارحا و برودتها تتغلغل تحت جلدك مستحثة إياك على المضي إلى سبيلك!
يتلبسني تشتت لم أفلح في زعزعته حتى ساعة رحيل لم تكد تصل. تمنيت لو بقيت في حجرة الانتظار ولم ادخل معها. لم تنهار دواخلنا في ساعات شجْنا غير مؤرخة، بأماكن غير ملائمة؟
أعبث بحقيبتي بحثا عن متنفس لشتاتي، فتقبض كفي على "مرتفعات ويذرينج". استلها شاكرة عادة علمتني ضرورة دس كتاب في حافظتي قبل الخروج من البيت. أتردد للحظة لا تستمريء حكمة إشهار ثورة "هيثكليف" في فاصل بحث عن السكينة، لكن ليس أمامي غيره
.
تزداد تقطيبتي عمقاً وأنا أغوص في أخاديد كتابي، فأجد صعوبة في إزالتها لاحقاً وأنا أحاول كسر صمت يتلبسني أو رسم بسمة - ولو زائفة- أجيب بها دردشات الطبيب. واسكت حاجة غبية للإعتذار:سامحني ولكن حجرتك هذه أكثر أقوى من احتمال هدوئي.
!" ما أن نخرج حتى تسر لي بضرورة عودتها غدا؛ "ستأتين معي أليس كذلك؟

Wednesday, April 11, 2007

أكورديون على الدرب


منذ فترة والأكورديونات تتراقص في مخيلتي. يقفز إلى مقدمة الذاكرة أكرديون الطفولة بحمرته القانية، ونشاز منقطع النظير صاحب ضحكاتنا المجلجلة، خلال ذلك الهوس الموسيقي الذي اعترى طفولتي دون أن يمر بتجربة حقيقية.
على أصابع البيانو الصغير اكتشفت يوماً أنه ليس "لعبة" فقط. وبانبهار كامل كنت أجلس إلى جانبه، أقلب عيني ما بين ضحكته الشقية وأصابعه الرشيقة التي تمسح على أصابع البيانو، حتى يغيب في ذكريات لا أعرفها ينبثق معها صوت الحياة بين يديه، فترتسم الدهشة على قسماتي وتجعيدة أنفي الصغير وأنا أفكر يمكنني أنا أيضا فعل ذلك، لكن كيف؟.
ثم يظهر آخر متخفي بين طيات ذاكرة لا أكاد أميزها، يكشف عن وجهه فتكاد تشهق روحي شوقاً له ولطفولة مبكرة قضيتها في حضنه، وتوقضها صورة تجمعني به. أتأمل في عينيه المختبئتين خلف نظارته الشمسية، وياقة قميصه المفتوحة لتشي سلسلة تطوق عنقه، وأنا أجلس بدعة وأمان بين ذراعيه القويتين. حتى اختفى يوما ولم يخلف سوى جيتاره الأسباني وصور ربما لم تعد تشبهه...
اندهش اليوم أكثر وأنا أتذكر كم من مروا بألحانهم في ملاعب طفولتي، وكم الدم الذي أتشاطره مع بعضهم. وأتسائل إن كان أي منهم مازال يعيش موسيقاه كما كانوا يوم عرفتهم في عنفوان الشباب؛ طفلة تلعب على درجات سلالمهم الموسيقية. أم يكونون نبذوها كرعونة لم تعد تليق بأصدغتهم التي بدأ يخطها الشيب.
تراودني أحلام أكورديونات لأرسمها لا لأعزف عليها، وأفكر كيف تطال يدي أحدها. ترى هل يسمح لي أحد متاجرها باقتناص صور لاكرديوناته وبيانوهاته بكاميرتي الصغيرة؟ ماذا يحدث لو سمحوا لي بالجلوس لبعض ساعات هناك لأرسم؟ بحق الله الناس ترسم حتى في المتاحف!
بعيد المنال عن عيني لكن علّي أجد بعض الصورالجيدة بشيء من التنقيب.
بالأمس كنت أقلب في لوحات "
جبر علوان" فوقعت عيناي على لوحاته الموسيقية.
تصرخني المفاجئة؛ حين أجد سلسلة أكرديونية أحلم بها!

هذا الرجل يقتلني. ...

Solo In Red.... حيث لا يصل الربيع




اكمل اليوم لوحتي بشعور طاغ بالغثيان. أي جلد للذات يحثني على الولوج في مواضيع لا أحب. أغالب نفساً تزين لي نبذ اللوحة اللعينة لا لشيء سوى كرهي للهزائم؛ تلك المعلنة بالأبيض. أُستفز أكثر وأرسم بحنق وإصرار أكبر. تصلني أخبار معرض "جبر علوان" في ربيع الثقافة البحريني ويتفاقم إحساسي بالمرض. لا،لا، لا! لا يعقل! أيكون بهذا القرب؟ بهذا البعد!
أليس ظريفا أن يوقع بي حادث ولادة على الضفة المقابلة حيث لا ربيع ولا ثقافة، و "لا إناث" أيضا متى أمكن!
تأتي الرياح بما لا نشتهي...
علنا نتهادن يوما فتحملني معها إلى حيث لا تكسر القوارير.
من رحم المجهول ينبثق النور أمامنا فجأة، وكذا أمطرتني ألوان جبر علوان حين انبثقت نحوي ذات غفلة. أسقط عليّ وارتعشت يدي وأنا أقلب في لوحاته. كثيرا ما تعجبني لوحات لكن نادرا ما تسرقني الدهشة وأنا أجد نفسي فيها. في جبر علوان أجد حمرة روحي و زرقة ترانيم ترتل في أذني. أجد عزلتي، كتبي، تأملي، وحتى صخبي. أجد حضوري وغيابي و جل تناقضي.
أعود إليها اليوم وأتأملها مطولا، فتهزني بقوة تفاجئني. أهديء من روعي وأمسح أدمعي. كيف يكون أن يُعلِم بعض الرسامين الكلام للوحاتهم ؟ وكيف يحدث أن تتسلل همساتها تحت مسامنا لتدغدغ كل حواسنا. كيف نسمع صراخها و غناها، حزنها وحتى صمتها. وكيف يحدث أن نرقص انتشاءاً على وقع ألحانها الملونة.


-----


-- Solo in Red-- اللوحة أعلاه


للفنان جبر علوان.

-

وليمة روحية وجسدية هذا العلوان، هنا تجدونه: جبر علوان .



Saturday, March 31, 2007

بغتة ً نلتقي و ينتهي


تباغتني الصفحة الأخيرة بالظهور. تتدفق الكلمات سريعاً ثم تنضب... هل انتهت المجلدات الست إذن؟ انظر حولي، اقلب بضع صفحات...ابحث... ولاشيء. انتهت وبعد ما ارتويت! بي نهم للقراءة بعد ووددت لو تدور عقارب الساعة مجلدا أو اثنين إلى الوراء فاستزيد حاجتي.
دوما تباغتني النهايات، وإن على صفحات كتب أعرف عددها، وكذا تلك الحياتية التي دونت تفاصيل ملامحها بأناملي؛ تعلن وصولها على حين غرة فاستقبلها - برداء نومي ولفافات شعري - بتشتت وانزعاج واضحين. حتى أولئك العابرين الذين - بالرغم منا- يتركون بصماتهم نقشاً على جباهنا يباغتنا معهم دق ألحان نهاية لمحناها يوم التقيناهم.
اتنبه فجأة لغياب وجع كدت اعتاد حضوره، وسكون قلق يستشري في جنباتي - من معانيه المحتملة- منذ أمد. الحمدلله على فسحة الأمل.

نجتمع أخيرا إلى طاولة واحدة. أسمع عنها منذ سنوات واليوم أخيرا نلتقي. لسبب ما لا أذكر اسمها! وأسأل نفسي في لحظة شك إن كنت سمعته أصلا! كثيرا ما تضيع أسماء النساء بين ألقاب وأسماء آخرين... لا أعرف إن كنت أحب أن يضيع اسمي فلا أكون سوى امتداد لآخر مهما كان يعني لي.
كأميرة منسوجة من قصص الخيال تجلس بجانبي بقفطانها الحريري وشعرها المرسل... تتوسع ابتسامتي وأسرح بعيدا في بلادها التي أحلم بها منذ البعيد... بحواريها الضيقة وأسواقها العتيقة ومبانيها الملونة. كل ما في المغرب يسكنني وينبؤني بأن هناك ما ينتظرني كما انتظره. وكأني بي سأجد اسمي مكتوبا على ركن صغير في أحد شوارعها. أعرف لاحقاً سر حفاوة مبالغة وأحاديث محيرة تدور حولي، فتتملكني الدهشة! حين تخطب لك فتاة لم ترها، وتسمعين – صدفة- عن رفض خاطب تقدم لك. حين يتكلم الجميع إلا أصحاب العلاقة فلا عجب أن نصف الزيجات تفشل.

Sunday, March 18, 2007

في حياة أخرى قد أكون رجلا




يضيع نهاري بين الأحلام والكوابيس بعد ليل مضرج بالألوان حتى أفول آخر نجمه وانكسار العتمه بنور الصبح. يحدث أن أنكب على ألواني حتى لا أميز الليل من النهار سوى في حاجتي للمزيد من الإضاءة للوحتي. فتصرخ أطرافي و تشيخ أصابعي ويقرر جسدي أنه آن له التدخل قسرا فلا أعرف إن كنت استسلمت للنوم أم أغشي عليّ.
لا أعرف أي حماقة دفعتني نهار الأمس لمارسة تمارين لم أقربها منذ عام أو يزيد؛ لتضاف آثارها إلى شكاوى جسدي.
استيقظ اليوم مع صلاة الظهر وشبح الأحلام بعد لم يغلق بابه، وأهازيج - لا أذكرها تماما - تتمتم في رأسي المحشو بالدوارعن أصدقاء رحلوا وآخرين كان يمكن أن يكونوا. يخطر لي أحيانا أني أرهق أكثر في نومي مما في صحوي. مع فنجان قهوتي الثاني تتشكل الأحرف المبهمة أمام عيني في كلمات مفهومة. يكف رأسي عن الدوران واكتب.
كيف يحدث في الحياة أن نسير إلى الخلف لا إلى الأمام؟
منذ يومين خانتني جرأتي التي يبدو أنها تتلاشى مع الأيام.
منذ سنوات حين كنت أبدأ الرسم، عثرت بأحد الرسامين في مدينتي فبعثت إليه بتساؤلاتي -التي أعيتني بحثا - عن الرسم الذي لم أجد له أثرا حولي ... فأمدني مشكورا ببعض الإجابات ومن وقتها وهو يرسل إلي بجديده. مؤخرا عرفت صدفة أنه تقلد منصباً جديدا وأعرف أنه يفترض بي تهنئته على أقل تقدير لأني فرحة لأجله ولأجل آخرين قد يسهل بحثهم، كما بحث لفتاة لا يعرفها عن إجابات تهمها. منذ يومين لمحته على مقربة مني لكني لم أجرؤ على طرق باب الحديث!
من المفارقات الغير مفهومة أني أجد في كثير من الرجال خامات أصدقاء قليلا ما أجدها في النساء. لا أتكلم عن الغرام مطلقا فأنا أكثر تطلبا من أن أغرم سريعا لكن عن الصداقة، وأعرف أن الأمر كثيرا ما يكون متبادلا لكن تبقى حواء ويبقى آدم يعيشان في مجتمع لا يؤمن بالصداقة ويرتع ببذور الريبة، وأبقى أؤمن أنثى تؤمن بكل شيء أو لاشيء.
في حياة أخرى قد أكون رجلا فقط لأجل الأصدقاء.

على عتبات مدونة جديدة

منذ أيام و مدونتي مضربة عن العمل،
اليوم افقد الأمل وأقرر
الانتقال هنا وإن إلى حين
هناك -
على مدونتي السابقة - تقرؤون عني،
وهنا تتابعون القراءة
...