Saturday, December 5, 2009

أحبكِ والبقية قد لا تأتي


هي البقية الباقية من زمن ماض انفرط شخوصه بين يدي ولم يبقَ منهم إلاها.

تخبو أقبية تطفح باستروجين تتعلق به الأبصار أينما حل، تندثر الضحكات، الغضب، الألم، الأذى والحب

كل ما كان كل شيء، لا يعود شيئا، هو ذا نسي منسي.

تبقى هي الأغنية التي بالبال، ثروتي التي كنزت لا عن شطارة بل حظ صرف.
تجربتي الأولى في الدفاع عما ومن أحب. ووعيي الأول بأني لست بالاستكانة التي ظننت وأن لي رأيا قد استميت من أجله، تجربة ربما
عاشتها مثلي، ما خرقت عهدا بعدم الحديث لم نعلنه وما سألتها قط.
يوم طلب إلي إبراء ذمة وولاء يرفض حضورها في حيزنا الحياتي، يومها عقدت الدهشة لساني، كيف يكون لكم اقحامي في حكاياكم الفجة وكيف يجرؤون على التفكير بطلب مماثل؟ من أجل ماذا؟ ألرجل لا يعنيني في شيء اشتهاها فأبت؟ أدركت عندها أنها لابد وقفت بذات البقعة قبلي.
تأخذني إليها أحاديث جدة، أقلب عيني في فجيعتها وينقبض قلبي أكثر. أدرك لحظتها ما قد يعني
تأخرها علي بُعيد تأكيدات لم أنشدها بـ عيد لابد يجمعنا، عيد هو هذا. أتراها لم تأتِ؟ أترى جدة حبستها؟
أترى... تطوف بذاكرتي آخر مجالس جمعتنا وملامح الفقد في سرادقات العزء في وداع الغائبين.

يتفاقم انقباضي
ألتقط هاتفي أنا القاطعة لأبحث عنها. تجيب فأتبين رنة الشقاوة ذاتها، لتلك الطفلة الشقية بجدائلها الطويلة و شرائطها البيضاء، تلك المراهقة الشقية التي لم تثنها رهبة المديرة الأسطورية عن تخطي سور المدرسة. رنة لم تذبها الأمومة أو السنوات.

يذوب صوتي في زحام مشاعر تهبط علي لحظتها فتعيقني. أستحضر خفة لا أحسها لأمتطي موجة مرح توازيها.
لكن أنى يتأتى المرح من رحم الخوف وأشباح الموت؟ وكيف تسكن انبعاثات الهلع