Friday, December 25, 2009

نشازات ليلية


استيقظ غير مرة حبيسة الشهقات تلو اعتراضات متكررة من جسدي المتصلب، أحاول استرضائه باستعادة شيء من دفق الحياة التي تحاول
الانعتاق من ثقله. بعد لحظات تعود الدماء الشاردة إلى ذراعي، تسترخي كفاي الساخطتان وأنزلق عائدة لحميمية أحلامي اللاوردية.

كذا ينحسر الليل ومع انبلاجة الصبح أهجر مضجعي المقلق بعيني الوسنى، باحثة عن الخلاص في فنجان قهوة استعذب مرارته...
ينقضي يومي أنّى تأتى له بسكينة أجرجر أذيالها من أمامي ومن خلفي.


تقع عيناي على أطراف أصابعي اللؤلؤية، فأتفكر شاردة في ثورتها الليلية، حين استيقظ بكفين عصيتين على الانصياع لامرأة في قمة ثورتها وغضبها . كفين صادقتين أكثر مما ينبغي لامرأة يفترض أن تكون أنا.

فأتسائل إن كان هدوئي الحياتي هذا محض خيال وإن كانت هذه التجليات الليلية تفضح أكثر من نفس أحاول نزع فتيلها فترضى. أنبوءات
بتشظي وهم كبير أعيشه اسمه الهدوء، فيما هو ليس سوى خدعة أدرب نفسي عليها كل يوم حتى بت أصدقها.

أتذكر تلك اللحظات من الليل وأنا أتابع تلك الرقصة التي تتحدث عن سرطان الثدي، والتي أبكت الجميع قسرا فيما أتسائل أنىّ تتأتى له القوة ليغوص في كل هذا الألم فيخرج بتلكم الرقصة الدامية.

يرتجع بصري نحوي فأعرف أني أهرب. أغلق الأبواب ما دون ألمي، أغمض عيني حتى يتسنى لي التنفس. كيف أغمس فرشاتي في قلبي وأرسم دون أن يسيل دمي و ينفجر من الدمع ينبوع، دونما تشظي يفقدني إتزاني. كيف يتزن ذلك مع خلاص أنشده في طرف هذه الفرشاة ذاتها.

أغوص على غير العادة في رحلات زهرة جويا ولياليها الفارسية، توبخني، أتوجع فاكتشف أني بت أتحاشى الألم حتى في موسيقى قد تعري روحي.

أتكيء على كتفه.
أعتاد الفضفضة الورقية ما بين يديه فأكتب رسالة طويلة،
يطويها ويحملها عني حتى أستكين فلا أتضغضع. صندقي الأسود هو. هكذا نكون ربما نشاطر أناسي حيواتنا وآخرون صخور تحملنا لكيما نبقى طافين على السطح دونما انزلاق.