Wednesday, May 23, 2007

أنا قنديل البحر




يطبق الدوار على رأسي فأخرج من غيبوبة نوم لأدخل في أخرى. تنطفيء جذوة النهار في عتم الليل ثم تتقد من جديد. انهض ويتأبطأ ذات الدوار ذراعي. تنتابني هلامية عجيبة أكاد أجزم معها أن لم تبق عضلة واحدة في جسدي المنهك. تذكرني تلك الكتلة- أنا- بطفولة على البحر وشاطيء مليء بقناديل البحر. إلى أين رحلت قناديل البحر؟ تلك التي كنت أتجنب مسها لا وعياً بخطورتها لكن تقززاً من هلاميتها المفرطه. أنا قنديل البحر. قالب جلو متحرك وربما أفكر كواحد وأنا ألمس جسدي من آن لآخر لأتأكد أني لم أتحول لكيان رخوي أحسه.
أجلس أمام حامل لوحاتي عليّ أتشجع فأنهي لوحة كنت قد بدأتها، لكن احتمال تنظيف لوح الألوان يكفي لأهرب بعيدا، قبل أن أصل للتفكير بمصدر الطاقة الذي يفترض أن أرسم به.
تخبو شعلة الكافين التي اجترعت سريعا وتتبخر ذراتها قبل أن تلتحم بدمي. تتمايل الكلمات أمامي في لحن لا أسمعه. حتى غضبي منك اليوم يتلاشي كأن لم يكن وأطلق سراح وجع كان ينوي التشكل بداخلي منذ الأمس إثر تجاهلك المدروس. أطلق سراحك أيضا لتذهب أنىّ تشاء. أخطو خطوة إلى الوراء لأرانا كما نحن لا كما أريد وأطمئن لأننا لسنا سوى عابرين استظلا ببعضهما ذات ظهيرة قائضة ثم تابع كل منهما طريقة.
تتتابع الصور في رأسي في لحظات الصفو. فقط لو يرحل هذا الدوار وإلا كيف يرسم قنديل البحر؟ هذا اليوم لا يفوّت.