Wednesday, April 11, 2007

Solo In Red.... حيث لا يصل الربيع




اكمل اليوم لوحتي بشعور طاغ بالغثيان. أي جلد للذات يحثني على الولوج في مواضيع لا أحب. أغالب نفساً تزين لي نبذ اللوحة اللعينة لا لشيء سوى كرهي للهزائم؛ تلك المعلنة بالأبيض. أُستفز أكثر وأرسم بحنق وإصرار أكبر. تصلني أخبار معرض "جبر علوان" في ربيع الثقافة البحريني ويتفاقم إحساسي بالمرض. لا،لا، لا! لا يعقل! أيكون بهذا القرب؟ بهذا البعد!
أليس ظريفا أن يوقع بي حادث ولادة على الضفة المقابلة حيث لا ربيع ولا ثقافة، و "لا إناث" أيضا متى أمكن!
تأتي الرياح بما لا نشتهي...
علنا نتهادن يوما فتحملني معها إلى حيث لا تكسر القوارير.
من رحم المجهول ينبثق النور أمامنا فجأة، وكذا أمطرتني ألوان جبر علوان حين انبثقت نحوي ذات غفلة. أسقط عليّ وارتعشت يدي وأنا أقلب في لوحاته. كثيرا ما تعجبني لوحات لكن نادرا ما تسرقني الدهشة وأنا أجد نفسي فيها. في جبر علوان أجد حمرة روحي و زرقة ترانيم ترتل في أذني. أجد عزلتي، كتبي، تأملي، وحتى صخبي. أجد حضوري وغيابي و جل تناقضي.
أعود إليها اليوم وأتأملها مطولا، فتهزني بقوة تفاجئني. أهديء من روعي وأمسح أدمعي. كيف يكون أن يُعلِم بعض الرسامين الكلام للوحاتهم ؟ وكيف يحدث أن تتسلل همساتها تحت مسامنا لتدغدغ كل حواسنا. كيف نسمع صراخها و غناها، حزنها وحتى صمتها. وكيف يحدث أن نرقص انتشاءاً على وقع ألحانها الملونة.


-----


-- Solo in Red-- اللوحة أعلاه


للفنان جبر علوان.

-

وليمة روحية وجسدية هذا العلوان، هنا تجدونه: جبر علوان .