Monday, February 25, 2008

أميرة البازلاء



من النافذة أرى استدارة القمر وبريقه اللافت. أخرج إليه باحثة عن نظرة أقرب وقراءة في وجهه. حين أصل يخبيء وجهه خلف سحابة نائمة، يقرصها فتستيقظ غاضبة وتبدأ بالصراخ ورش الماء بكل مكان. توقظ كل السحب!... يصلون سريعا يبحثون عمن أقلق منامهم فلا يرون أحدا غيري. أفتح فمي لأبرر... لأنفي... هل أهرب؟ ولكن إلى أين!
ينهمر الماء بكل مكان و وحدي أقف وسط العاصفة التي تحملني معها و تلقي بي أمام باب هائل ثم ترحل. أقف في بركة ماء وأطرق عليه بأصابع مثلجة. يفتحون لي وينظرون إلي مستنكرين بصمت بللي... يقطر الماء من رأسي وحتى طرف حذائي الوردي.
ولكنني أميرة! أقولها بحدة وخجل ثم اسكت.
سنرى سنرى... تأخذني من يدي إلى حجرة و تسألني الإنتظار في البهو للحظة...
ترفع كل الأغطية وحتى الفراش عن السرير.من جعبتها تخرج حبة بازيلاء وتضعها على الهيكل العاري. تمر أمامي عشرون خادمة كل منهن تحمل فراشاً، كل واحدة تدخل ثم تغلق الباب، ما أن انتهي من العد حتى تصل عشرون خادمة أخرى بعشرين فراش من ريش البط الناعم.... يدخلن ويغلقن الباب تباعاً وأنا واقفة في البهو...
يفتحون لي فأجد كرسيا بمنامة وردية موضوعة عليه و سريرا شاهقا. متعبة جدا.... ألبس منامتي الوردية وأرتقي السلم الموضع بجانب السرير. استلقي فوق الأربعين مرتبة وأنام غير قريرة...
استيقظ بوجع في أسفل ظهري وأطراف منملة... أشعر برغبة بالبكاء لكنني أتذكر بللي ليلة أمس ولا أرغب بأي بلل ولو كان من الدمع.
حين أخرج أجدها تنتظرني في البهو... هل نمتِ جيدا؟ انظر إليها بصمت بعينين متعبتين وهالات سوداء. ترى يدي تمسد أسفل ظهري.. تبتسم بفرح وتقول لم تنامي جيدا! أنت أميرة حقيقية إذن!
يرتفع حاجباي فقط ولا أجيب... ألم أخبرها بالأمس أني أميرة؟!
------






عن "الأميرة و حبة البازيلاء" للمبدع هانس كريستيان آندرسن



في البدئ كانت أميرتي هنا صحراوية تحملها عاصفة رملية لكني آثرت العودة لها كما ...


قد أعود لتتمها بتلك التيمة في وقت آخر