Friday, April 13, 2007

شهوة الكتابة


تتوقد فيّ شهوة الكتابة في أغرب الأماكن.
دفء المغيب يسري الخدر في حواسي، فيبدو لي قرص الشمس الأحمر أقرب من أي وقت مضى. تستدعيني تلك الحمرة لأبسط كفي إليها. لأمسح على وجهها. أحاول إخماد تلك الجذوة فتشتعل أخرى.
تتراءي لي شموس "مونيه" المخلدة مراراً في لوحاته. كم من غسق كان ليحبس، هل كان ليثمل من شمس تتكشف أبدا في ثوب البلور؟ ماذا كان ليفعل؛ إن كان يصدق أن الكون امتد و يعلو، أني أقرب في هذا الصرح الشاهق من قرص الشمس. بأن الناس سواء والعربات بحجم ثقاب تتناثر تحتي. أكاد أصدق أني قد أملأ كفي منها،منهم وبكفي الآخر ألمس خد الشمس.
يتدفق دمي بضراوة في صدغي. ابحث عن نَفَسٍ لا يكفي، أغمض عيني.
أضم يدي إلي حضني لاسترجع واقع يحيط بي، قبل أن تقنعني راحتي بضرورة أن تتوحدا مع حائط الزجاج الممتد أمامي.
لا يفترض بحجرات الأطباء أن تبعث على الحلم، أو توحي بالدفء! بل يكون بياضها جارحا و برودتها تتغلغل تحت جلدك مستحثة إياك على المضي إلى سبيلك!
يتلبسني تشتت لم أفلح في زعزعته حتى ساعة رحيل لم تكد تصل. تمنيت لو بقيت في حجرة الانتظار ولم ادخل معها. لم تنهار دواخلنا في ساعات شجْنا غير مؤرخة، بأماكن غير ملائمة؟
أعبث بحقيبتي بحثا عن متنفس لشتاتي، فتقبض كفي على "مرتفعات ويذرينج". استلها شاكرة عادة علمتني ضرورة دس كتاب في حافظتي قبل الخروج من البيت. أتردد للحظة لا تستمريء حكمة إشهار ثورة "هيثكليف" في فاصل بحث عن السكينة، لكن ليس أمامي غيره
.
تزداد تقطيبتي عمقاً وأنا أغوص في أخاديد كتابي، فأجد صعوبة في إزالتها لاحقاً وأنا أحاول كسر صمت يتلبسني أو رسم بسمة - ولو زائفة- أجيب بها دردشات الطبيب. واسكت حاجة غبية للإعتذار:سامحني ولكن حجرتك هذه أكثر أقوى من احتمال هدوئي.
!" ما أن نخرج حتى تسر لي بضرورة عودتها غدا؛ "ستأتين معي أليس كذلك؟