Monday, April 16, 2007

ثقل الحكايا




رأسي اليوم مثقل بالحكايا. أزيز الأسماء والأماكن يرتد صداه إلى كل الأصقاع، حتى لأرغب بسد أذني علها تصمت قليلا.
لم أعرف حين دخلت لأنقب عن تلك القصيدة الأخيرة التي كتبها صديق، أنه سينتهي بي المآل إلى كنز صغير قد يجتمع على أحد رفوف مكتبة مدبولي. عادة ما تصلني رسائله- هذا الصديق- الرزينة على جناح طائر يأنف الرحلات السريعة، فيطيل المقام بذاك الشط و ينشغل حينا بالتحليق مستمتعاً بفرد جناحيه وملامسة الريح. ومتى مل؛ يطلق سراحها لتقع بين يدي وقد اهترأت أوراقها وشاخ حبرها. كثيرا ما توقعني كلماته في حيرة فأبحث عنه في قصائده قبل أن أتمكن من الرد عليه. هل ننتظر من الشاعر أن يكون ملتهبا في كل ساعة كما في قصائده؟ كمثل ذلك الممثل الفكاهي الذي يخيب أمل معجب لأنه لم يجده مضحكا بالمرة حين قابله، أو أسوأ حين يلح عليه بسماجة منقطعة النظير أن يقلد له تلك الشخصية التي يحب! هل حقاً ننسى أنهم مجر "ناس" وبعيدا عن إبداعاتهم قد يعيشون ويتصرفون تصرفات لا تختلف عنا بشيء، لكننا نصر على البحث عن أثر تجاربهم في ملامحهم اليومية. معه أجد نفسي أقع في ذات الفخ وذات الحيرة مشتتة بين شاعر وصديق.
وفيما كنت أتحرى الرد عليه من وحي كلماته؛ وقعت عيناي على تلك المجموعة فنسيته والرسالة! واعتصمت وإياها و فناجين القهوة بعيدا عن الضجيج. لانسل من مجلس طه حسين كروانه إلى شيكاغو علاء الأسواني.
كثيرا ما يبدأ تعلقنا بالأدب بعمر مبكر في قاعات السينما أوعلى شاشات التلفاز، أو هكذا يخيل إلي، فمع غياب المكتبات وشح الكتب لا بد أننا نتعرف عليها من طريق ما. ما يشكل علي ولا أفهم هو لم يمكننا متابعة أدبهم مصورا في كل ركن وعلى كل رصيف ولا نكاد نجد بسطة صغيرة تؤمنها لنا في قالب كتاب. ما عيب الكتب؟