Friday, April 27, 2007

Tiffany's!







ألتقط أوراقي وفنجان قهوة لا يتناسب مع قيظ الظهيرة وأخرج لأجلس أخيرا إلى تلك الشجرة. انتهي في لحظات قليلة لا تكاد تناسب ترقباً عبر روزنامة الشتاء والربيع واختار اليوم مولدا يناسبة ويناسبها –الشجرة- التي تختار هذا الأسبوع مولدا أيضا، فتغريني بروق نضرتها الحمضية بالاقتراب. المس أوراقها الوليدة وزهورا تفتقت من رحم الأرض لتولد على ظهرها.
أجلس إليها وأرسم براحة لم أخبرها منذ أمد، بعدما أفرغت جيوبي المثقلة في رسائل

طويلة حمّلت على ظهور قوارب ورقية لترسو في أكف أصدقاء أشرعوا لي مخازنهم. تختفي الغيوم المتكدسة في عيني مع غياب آخر تلك القوارب في الأفق، فأتنفس بعمق وقد انحلت عقدة كانت تضيق بصدري. وابتسم بسعادة أودري هيبرن "هولي" وهي تقضي وقت فطورها بفرح في "تيفاني" تاركة حقائب همومها على عتبة محلها المفضل.
أركن أخيرا إلى الحرارة المتزايدة وأطلق سراح حنيني للشتاء الذي اعتدت رفقته للمرة الأولى في حياتي، شتائي الأول، بعدما بقيت لأيام أقع في حيرة كلما نظرت في المرآة مستغربة شعري الطويل وقد هجرته القبعات الشتوية؛ متى طال؟ وشكل ساقي الذي كنت قد نسيته، أفيق من سبات عميق. كيف تنقلب الفصول بهذه السرعة التي توقعنا في حيرة مع المرايا؟