حديث نفس قديم أيقظه في النفس ما أيقظه،
أعيد إدراجه ها هنا لأجلها؛ تلك الجدايلها شقر.
-------
ملح.
أمسك بالقلم وأعرض نفسي على الكتابة لكن الورقة تبقى صماء لا تسمع من ضجيج رأسي شيئا.
لا خوارق تؤرخ ولا صغائر أرغب بدسها... و تبقى الكمات تؤرقني....
أمسك بكتاب لأضيع نفسي في هذيان الآخرين. تغيم الصفحة أمامي فتختلط عليّ الكلمات.
أجد أني تركت الكتاب و رحلت بعيدا لوما أعادتني قطرات الملح المرتطمة بقميصي. قطرات ملح مبتورة تعجز عن تشكيل خيطي دمع.
كيف يموتون غرباء و يتركون أشيائهم؟ و كيف لا وما عاد من أوطان تحملهم.
أين تراها نظارته... غليونه... حافظته... ثوبه الأبيض إلا من دمه... في مكبٍ ما؟ في جعبة غريب؟
أقلب في كل الأدراج بحثا عن شيء يشي به. اتنقل من حجرة لأخرى، أتحاشى عيونهم و "عم تبحثين؟ ".
ابحث عن رجل جاء ورحل...
أتابع بحثي وأحرص ألا يطأهم جنوني، ليسوا معطوبي البكاء مثلي ولن أطيق استدراج وجعهم.
أما عاد من شيء هنا مسته يدك!
ابحث عنك ولا أجدك. كيف لم يبق منك شيء وكأن لم تكن... ألم تكن؟ كيف لا وأنت تملؤني...
حتى سريرك الذي احتفظت به لسنوات بعدك لم يعد.. كيف أمكنني التفريط به؟ أي قلب ميت تحملين يا امرأة! مال الدموع ومالي؛
لحظتها أتذكر رداءك الشتوي، تحت سريري أجده. ما أن تقع عيني عليه حتى يسكن هلعي.
أضحك أضحك أضحك!
وكأني بحاجة لجماد يذكرني بك، وكل ذرة في تحملك! تبا لهذا الجنون.
يعود إلي سكوني المتشظي منذ أيام. الآن يمكنني أن أعود لكتابي وأكمل القراءة.